إسرائيل ترفض وقف الغارات وتبرر الحرب على غزة
إسرائيل قتلت مئات الفلسطينيين بالقطاع لجلب الهدوء لسكان جنوب إسرائيل (الجزيرة)
توعدت حكومة تل أبيب بمزيد من الهجمات والغارات الجوية على قطاع غزة معتبرة ما وقع اليوم من غارات مجرد بداية، وحملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤولية التدهور الذي وصلت إليه الأوضاع بالقطاع، فيما رفض وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وقفا لاطلاق النار في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مؤتمر صحفي مساء اليوم إن إسرائيل فعلت ما بوسعها من أجل إنجاح التهدئة، لكنه اتهم حماس بالعمل على إفشالها عبر الصواريخ التي استهدفت بها سكان جنوب إسرائيل.
وتوجه أولمرت إلى سكان غزة مؤكدا لهم أن الغارات الإسرائيلية لا تستهدفهم وإنما تستهدف من وصفها بالتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع.
كما وجه أولمرت رسالة إلى سكان جنوب إسرائيل، حثهم فيها على الانصياع لتعليمات القوات الأمنية، ورسالة طمأنة أخرى إلى عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة في القطاع جلعاد شاليط.
إسرائيل اعتبرت كل من ينتمي لحماس هدفا مشروعا لصواريخها (الفرنسية)
وأكد أولمرت أن المجلس الأمني الإسرائيلي اتخذ قرار شن الحرب يوم الأربعاء الماضي، وأن الحكومة الإسرائيلية أطلعت بعض الدول المركزية في العالم بقرارها، وأكدت أنها أنه لا خيار أمامها سوى الخيار العسكري.
وأبدى أولمرت ثقته بمقدرات قوات بلاده وأجهزة المخابرات العسكرية التي قال إنها نجحت بتحديد أهدافها بعيدا عن المواقع المدنية، وأكد أن العمليات العسكرية سوف تستمر حتى "تنجز المهمة".
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لشبكة فوكس نيوز الأميركية إن إسرائيل " لا يمكن أن تقبل وقفا لإطلاق النار مع حركة حماس رافضا دعوات الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي لوقف الغارت الإسرائيلية.
وقال باراك للشبكة " أن يطلب منا التوصل إلى وقف اطلاق النار مع حماس مثل أن يطلب منكم وقفا لإطلاق النار مع القاعدة".
وكان باراك قد أكد في وقت سابق اليوم أن الأوان قد آن "للحرب وإيقاف إرهاب حماس"، وأن الجيش الإسرائيلي يعدّ لتوجيه ضربة قاضية لحماس وتغيير الوضع في قطاع غزة.
وشدد باراك على أن الهجمات الإسرائيلية سوف تتعمق وتتوزع حسب الضرورة و"علينا أن نكون حازمين".
وأبدى وزير الدفاع الإسرائيلي ثقته بقدرة سكان في جنوب إسرائيل على الصمود، مشيرا إلى أنه تم إعلان حالة الطوارئ.
وبدوره اعتبر المتحدث باسم الجيش أفخاي أدرعي في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن كل من يرتدي لباس حماس أو ينتمي لتنظيماتها هو "هدف مشروع" للصواريخ الإسرائيلية.
وبرر أدرعي الهجمات على القطاع والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 206 فلسطينيين وعدد كبير من الجرحى بأنها لدفاع إسرائيل عن نفسها، ومضى يقول "نحن ندافع عن أنفسنا، وإسرائيل ضبطت نفسها طويلا، وحماس كانت فخورة بالضربات الصاروخية التي تشنها من القطاع".
كما وصف رد الفعل الإسرائيلي بأنه "رد شرعي" وأنه يأتي ردا على ما وصفها بعملية بربرية من قبل "تنظيم إرهابي". وقال ردا على أسئلة الجزيرة "نحن لسنا بحاجة لتقديم ذرائع عندما نريد أن ندافع عن أمن مواطنينا".
وقال المتحدث الإسرائيلي أيضا "العنوان الوحيد لكل المآسي في غزة هو حماس" التي حملها مسؤولية انهيار التهدئة، مؤكدا سقوط ثلاثمائة صاروخ فلسطيني على جنوب إسرائيل خلال فترة التهدئة. وأضاف "إسرائيل لن تعطي فرصة لقادة حماس للهروب، سنلاحقهم أينما ذهبوا".
قصف الطيران الإسرائيلي قطاع غزة أثار فرحا في إسرائيل (روبترز)
فرح إسرائيلي
بدوره أكد رئيس الطاقم الأمني في إسرائيل للجزيرة أن الإسرائيليين شعروا بالفرح اليوم، وهم يرون الطائرات الحربية تتجه لقطاع غزة.
وأكد هوميير أن الإسرائيليين اليوم لا يريدون السلام مع الفلسطينيين في القطاع، وإنما يريدون القضاء على حماس التي قال إنها من البداية فتحت باب الحرب بمواجهة باب السلام "الذي فتحته إسرائيل".
وعبر المسؤول الإسرائيلي عن فخره وثقته بمقدرة جيشه على القضاء على حماس.
مجرد افتتاحية
ومن جانبه قال التلفزيون الإسرائيلي إن الضربة على قطاع غزة هي ضربة افتتاحية تم الإعداد لها مسبقا، وإنها بداية لمعركة طويلة تم الإعداد لها مسبقا.
وأضاف أن الجيش لن يبحث عن خلايا كتائب القسام وإنما سيضرب أهدافا رئيسية لحماس ليضعف رغبتها في القتال، مؤكدا أنه تم قصف ما بين ثلاثين وأربعين هدفا حتى الآن في القطاع.
وذكر التلفزيون أن الجيش وضع قواته وقوات الإنقاذ وكذلك "نجمة داود الحمراء" في حالة استنفار قصوى في منطقة الجنوب المحيط بقطاع غزة.
وقد تابع رئيس الأركان غابي أشكنازي شخصيا العملية على غزة التي قال -بحسب التلفزيون- إن عشرات الأنواع من الطائرات العسكرية اشتركت بالقصف مع إمكانية توسيع العملية.
وبدورها أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الهجمات على قطاع غزة، جاءت بعد استشارات وتنسيق أجرته الحكومة مع بعض الدول الغربية وقادة دول عربية تقيم علاقات مع إسرائيل.